أرمينيا …شعب يدافع عن حقه…وعالم يغض بصره عن جرائم تركيا
٢٠١٩ أكتوبر ١
أزتاك العربي- كتبت فاطمة بدوي في (آخر الأخبار) المصرية أنه لن ترى فى العالم شعب وطنى محب لقضية بلده ودفاعه عنها …مثل شعب ارمينيا الذى يدافع ويقاتل فى سبيل اعتراف العالم بقضيته العظيمة وهى تعرضه الإبادة والمجازر والمذابح الوحشية على يد تركيا
وفى سياق وحشية الحرب العالمية الأولى، كان تدمير الأرمن وإبادتهم جريمة متزامنة فى الشرق الأدنى والقوقاز الروسى، وتدرعت الدولة العثمانية فى تنفيذ جريمتها بتحالفاتها مع دول المحور “ألمانيا، والنمسا والمجر”، وهو ما جعل هذه الدول تصمت عن إبادة المسيحيين الأرمن.
وفى 24 أبريل 1915، وفى إطار مخطط بغيض لاستئصال الأرمن، كان القرار الذى تناول النخب السياسية والاقتصادية والفكرية والدينية من الأطباء والمحامين والمدرسين والصحافيين والكتاب والسياسيين الأرمنين وغيرهم، حيث تم إعداد كشوف بأسمائهم وتم القبض على المئات منهم، وقتل بعضهم، وأرسل آخرون إلى المعتقلات قبل قتلهم.
وقتها ألقت تركيا القبض على 600 مفكرًا ومثقفًا أرمينيًا فى القسطنطينية يوم 24 أبريل 1915، ورحلتهم إلى الشرق لتنفذ فيهم الإعدامات الجماعية شنقًا، مستهدفة تجريد الأرمن من رؤوسهم المفكرة حتى يسهل عليها إبادة من بقى منهم دون أدنى مواجهة، ليبقى يوم 24 أبريل هو الذكرى السنوية لهذه الجريمة التركية بحق الإنسانية
فحقيقة قيام تركيا بعمل مجازر ضد الأرمن شئ معروف ومعلوم للعالم كله ولا ينقصه سوء الاعتراف به …وهذا حق لا يمكن أن ننكره للارمن..فهم شعب عانى كثيرا وظلم أكثر وتم التنكيل به أكثر وأكثر على مر السنوات …وكل هدفه الآن ان يعترف العالم بحقه فى وقوع مجازر قامت بها تركيا عليه …
المشكلة أن الموقع الجغرافى لأرمينيا بين القوقاز وأسيا الصغرى وأوروبا جعل من تلك البلد “تفاحة الحرب”، كما أطلقت عليها الكثير من الأدبيات، فقد كانت أرمينيا كانت حلقة اتصال لكثير من الشعوب، وهو ما جعلها فريسة للاحتلال فى كثير من فترات التاريخ، فيما كان موقعها الاتصالى بالعالم أشبه بموقع مصر بين ثلاث قارات….
وعلى مدار 100 عام كاملة، كانت هناك محاولات للاعتراف رسميا بإبادة الأرمن، إلا أن لعبة المصالح كانت تتدخل دائمًا لتؤجل هذا الحلم، وتؤجل معه إسقاط أقنعة أنقرة، ومحاسبتها على ما جنته بحق البشرية.
وإجمالا استخدمت 30 بلدا فى العالم مصطلح “الإبادة الجماعية” لتوصيف المذبحة التى تعرض لها الأرمن، بينها دول كبرى مثل روسيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، إضافة إلى منظمات دينية وسياسية مثل الكنيسة الكاثوليكية والبرلمان الأوروبى، إلا أن تلك الدول والهيئات لم تتمكن من قيادة الإجماع الدولى لإدانة المذابح.
ورغم مرور أكثر من 100 عام على الجريمة التركية، إلا أن صوت الضحايا وفداحة الجرم كانت أكبر من أن تصبح فى طى النسيان، وبعد مرور قرن من الزمان تمكن الأرمن من المهاجرين من الحصول على اعتراف دولى بالمذبحة التى استهدفت شعبًا بأكمله.
وبالرغم من أن الأرمن كانوا وراء تصنيف جريمة “الإبادة” ضمن القانون الدولى، وتصنيفها كأكبر جريمة دولية، إلا أن الاعتراف الدولى بجريمة المذابح التركية بحق الأرمن مازالت منقوصة، حيث تأخرت كثير من شعوب العالم المتحضر فى الإقرار بها، ومن بينها النمسا وألمانيا، ربما لكونهم تواطؤوا مع تركيا فى جريمتهم بالصمت بسبب المصالح المشتركة التى جمعت البلدين بالدولة العثمانية….
أن الأوان ان يعترف العالم بحق الأرمن فى الإبادة الجماعية التى وقعت عليهم جراء المذابح البشعة التى قامت بها تركيا ضدهم…فالقاصى والدانى يعلمون أن ما تعرض له الشعب الارمينى على يد الأتراك على مرأى ومسمع من العالم كله هو بحق إبادة جماعية…قامت بها القوات التركية فى شكل وحشى ضد الأرمن….
فالتاريخ يؤكد ان الإبادة الجماعية للأرمن أو مذابح الأرمن وتعرف أيضًا باسم المحرقة الأرمنية والمذبحة الأرمنية أو الجريمة الكبرى، وتشير إلى القتل المتعمد والمنهجي للسكان الأرمن من قبل حكومة تركيا في الدولة العثمانية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، وقد تم تنفيذ ذلك من خلال المجازر وعمليات الترحيل والترحيل القسري والتي كانت عبارة عن مسيرات في ظل ظروف قاسية مصممة لتؤدي إلى وفاة المبعدين. ويقدّر الباحثون أعداد الضحايا الأرمن بين مليون إلى 1.5 مليون تعرض معظمهم للتعذيب الوحشة قبل موته
وتاريخ الإبادة يبدأ تقليدياً في 24 أبريل من عام 1915، وهو اليوم الذي اعتقلت فيه السلطات العثمانية وقامت بترحيل بين 235 إلى 270 من المثقفين وقادة المجتمع الارمن، وقتل معظمهم في نهاية المطاف. ونُفذت الإبادة الجماعية أثناء الحرب العالمية الأولى وبعدها ونُفذت على مرحلتين – القتل الجماعي للذكور ذوي القدرة الجسديَّة من خلال المجزرة وتعريض المجندين بالجيش إلى السُخرة، ويليها ترحيل النساء والأطفال والمسنين والعجزة في مسيرات الموت المؤدية إلى الصحراء السورية.
وبعد أن تم ترحيلهم من قبل مرافقين عسكريين، تم حرمان المرُحليّن من الطعام والماء وتعرضوا للسرقة الدورية والإغتصاب والمجازر. وخلال هذه الفترة تم استهداف ومهاجمة وقتل مجموعات عرقية من الارمن
ويرى العديد من الباحثين أن هذه الأحداث عبارةٌ عن حدث واحد، وجزءٌ من نفس سياسية الإبادة التي انتهجتها حكومة تركيا على مر العصور ضد الأرمن.
aztagarabic.com/archives/27917