28 تشرين الثاني 2015
علن بكل اسف الرئيس التركي اردوغان ان الرئيس الروسي لم يرد على اتصالاته الهاتفية التي طلبه فيها ليتكلم معه ويشرح له تداعيات اسقاط الطائرة الروسية وكيف ان الطيارين الاتراك قصفوا وانهم لو علموا انها طائرة روسية لما اسقطوها، لكن الرئيس بوتين لم يرد على اتصالات الرئيس اردوغان الهاتفية.
وطلب الرئيس اردوغان وساطة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بينه وبين بوتين فقام بالوساطة الرئيس هولاند لكن دون نجاح وبقي الرئيس بوتين معاندا قائلا : ان الضربة هي ضربة موجهة لكرامة روسيا، وآخر طلب للرئيس اردوغان هو ان يجتمع مع بوتين بمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي للمناخ في باريس في 30 من الشهر الحالي.
لكن حتى الآن لم يأت جواب من موسكو بل اعلن الكرملين ان الرئيس اردوغان طلب موعدا للاجتماع بالرئيس بوتين. فاذا حصل الاجتماع تكون الأزمة التركية – الروسية قد تمت تسويتها وانتهت ديبلبوماسيا وستدفع تركيا ثمن اضرار الطائرة الروسية، ويأتي وفد تركي لتعزية عائلة الطيار الروسي الذي قتل في الحادث الجوي.
اما اذا لم يوافق الرئيس بوتين على مقابلة الرئيس اردوغان فيعني ذلك ان روسيا مصممة على اسقاط طائرة تركية مهما كان الثمن، وكي لا يحصل أي حادث لطائرة تركية أعلنت تركيا انها قررت وقف غاراتها على الأراضي السورية ضد «داعش» منعا لحصول احتكاك مع الطيران الروسي وهي خطوة تراجعية قامت بها تركيا إزاء روسيا.
لكن جلب روسيا لمنظومة الصواريخ ارض – جو للدفاع الجوي اس – 400 هي خطوة تصعيدية كبيرة ضد تركيا ومعناها ان هذا السلاح الخطير الذي لم يخرج يوما من الأراضي الروسية الى الخارج تم جلبه الى سوريا بواسطة 86 طائرة من طراز انطونوف شكلت جسرا جويا لنقل اكبر القواعد بصواريخ اس – 400 الى سوريا وهذه المنظومة اس – 400 قادرة على التقاط الهدف على مسافة 400 كلم وعلى ضربه على مسافة 150 كلم، وهي لا تخطىء الهدف بل تصيبه حتما، ومعنى ذلك ان روسيا قادرة على اسقاط طائرة تركية في الأجواء التركية بعمق 150 كلم. وربما اكثر من ذلك لانه أحيانا في الـ اس – 400 يمكن وضع مسافة الهدف على 250 كلم، كما ان روسيا جاءت بالبارجة موسكو التي تحمل صواريخ اس – 300 وهي فعالة للغاية ولكن ليست مثل الـ اس – 400 انما الـ اس – 300 لا تخطىء الهدف وتلتقطه على مسافة 300 كلم وتصيبه على مسافة 100 كلم. وبالتالي فان روسيا بنت لنفسها دفاعا جويا لا تستطيع الطائرات التركية الوصول فيه الى القاعدة الجوية الروسية. وفهم الاتراك ان روسيا تريد ان تحاربهم بكل معنى الكلمة، والخطوة اذا حصلت هي ان تقوم تركيا البرية، والتي هي اقوى من روسيا لانها على الحدود مع سوريا ولديها جيش من مليون جندي، بمهاجمة مدينة اللاذقية وتحتل القاعدة الروسية فيها. وهذا يعني حربا غير منظورة النتائج، ولا احد يعرف الى اين تصل، لان موسكو هددت بأنه في حال تحرك القوات البرية التركية فان الصواريخ البالستية ستنهمر على إسطنبول وانقرة، وستقصف تركيا اكثر من 400 صاروخ مجنح يحمل رأسا وزنه 950 كيلوغراماً أي طن كامل، يدمر شارعا بكامله، وانها مستعدة لضرب إسطنبول بـ 400 صاروخ في حال تحرك الجيش التركي، إضافة الى ان لروسيا قدرة على قصف العاصمة انقرة وهي اصغر من إسطنبول بالصواريخ البالستية أيضا وهددت باطلاق 200 صاروخ على انقرة، كما ان هنالك حاملتي طائرات روسيتين تحملان حوالى 100 طائرة يمكنها قصف الجيش التركي من الجو دون ان يكون بإمكان الطائرات التركية التدخل نظرا لوجود منظومة الدفاع الجوي اس 400 واس 300، ذلك ان هذه المنظومات عند اطلاق الصواريخ منها اذا كان في الجو طائرات تركية وطائرات روسية فان الطائرات الروسية تحمل جهازا لا تطلق عليه منظومة الدفاع اس – 400 واس – 300 الصواريخ، بينما الطيارات التركية لا تحمل هذا الجهاز وتتوجه الصواريخ الروسية نحو تركيا فقط وستقصف الطائرات الروسية كل تقدم تركي بشكل عنيف، إضافة الى الصواريخ البالستية المجنحة نحو مناطق تقدم الجيش التركي. لا يمكن اعتبار الجيش التركي جيشا ضعيفا لكن إمكانات روسيا العسكرية هائلة لا يمكن لتركيا مقاومتها واذا كانت تركيا تستقوي على سوريا او العراق او الاكراد فلانها تتفوق عليهم بكثير كثير من الأسلحة، اما بالنسبة الى روسيا، فانها ضعيفة تجاه السلاح الروسي، واذا ارادت تركيا الاستعانة بالولايات المتحدة فان الواقع اظهر ان القائدة اليوم في الشرق الأوسط هي روسيا، وان الولايات المتحدة تراجعت الى المرتبة الثانية، نظرا الى الحشد العسكري الضخم الذي أقامته روسيا قبالة الشواطئ السورية والتركية.
ويبقى ان تغلق تركيا معبري البوسفور والداردانيل في وجه السفن الحربية وإذذاك ستشتعل حرب بين روسيا وتركيا على اتفاق البحر الأسود والبلطيق والبحر الأبيض المتوسط وستسعى روسيا لفتح معبر البوسفور ومعبر الداردانيل بالقوة، ولديها الامكانية لذلك لانها بامتلاكها صواريخ اس – 400 والصواريخ اس – 300 يمكنها اسقاط أي طائرة تقترب من السفن الروسية التي تريد ان تعبر البوسفور والداردانيل، إضافة الى الصواريخ المجنحة التي ستطلق على البوسفور والداردانيل وتدمر المنشآت العسكرية التركية هناك، إضافة الى الطائرات الاستراتيجية من طراز توبولوف – 160 وتوبولوف – 95 اللذين يحملان أسلحة استراتيجية يمكن ان تدمر كل المنشآت العسكرية التركية الموجودة على معبري البوسفور والداردانيل. لذلك نحن نستبعد ان تجري الأمور باتجاه حرب شاملة بل اذا تم اسقاط طائرة تركية فان تركيا ستحتج وتشتكي الى مجلس الامن ولن تخوض حرباً ضد روسيا لان الاقتصاد التركي سينهار نتيجة السياحة في الدرجة الأولى فتركيا يزورها سنويا 28 مليون سائح، واذا تم ضربها بالصواريخ وحصلت فيها حرب فستخسر تركيا تقريبا 15 مليار دولار عائد صافي من أرباح السياحة إضافة الى العمولات وشراء البضائع وغير ذلك، أي ان خسائر تركيا ستصل الى 35 مليار دولار من السياحة. ثم هنالك المصانع والمعامل التي ستضربها روسيا بالصواريخ المجنحة وتركيا معروفة بأنها دولة صناعية أصبحت مثل كوريا الجنوبية في الشرق البعيد في آسيا. واذا كانت كوريا الجنوبية قد أصبحت قوية للغاية وتتفوق على كل دول المنطقة باستثناء اليابان فان تركيا أصبحت تتفوق على كل دول المنطقة صناعيا، واذا قصفت الطائرات الروسية المصانع التركية فان ذلك يعني تدمير الصناعة التركية وهذه خسائر لا تحتملها تركيا.
اما عن تدمير إسطنبول وانقرة فانها خسائر فادحة لا تحصى بثمن. لذلك نستبعد الحرب الشاملة واذا اسقطت روسيا الطائرة التركية فلن تلجأ تركيا الى الحرب بل ستلجأ الى الوسائل الديبلوماسية وسيكون الحل طائرة بطائرة، أي انه تم اسقاط طائرة روسية ومقابلها تم اسقاط طائرة تركية. وينتهي الامر عند هذا الحد، وستتدخل الولايات المتحدة لتفرض وساطة بين روسيا وتركيا وينتهي الامر بوساطة من حلف الناتو دون دعم تركيا عسكريا لان ذلك يعني حرباً كونية نووية تنهي البشرية كلها.
لذلك فالازمة التركية الروسية محصورة بحدود معينة لا يمكن لاحد تخطيها، وستكون محدودة الحجم وما يهم بوتين هو الانتقام لاسقاط الطائرة الروسية باسقاط طائرة تركية وهكذا ستنتهي الأمور، الا اذا ركب الشيطان عقل الرئيس اردوغان او عقل الرئيس بوتين اكثر واكثر.
الاسد سيزور طهران ومرتاح للصدام الروسي ــ التركي
سوف يقوم الرئيس بشار الاسد بزيارة طهران في الاسبوعين المقبلين إنما بطريقة سرية لا يعرف أحد الطائرة التي سيستعملها بل يطير في أجواء العراق ويصل إلى طهران، ونقل زوار كانوا في دمشق أن الرئيس بشار الاسد مرتاح جداً للصدام الروسي – التركي وأن هذا الامر سيؤدي إلى تحجيم تركيا بعدما كانت تتصرف بكل العداء تجاه سوريا وظهر ذلك بتصرفها مع الطائرة الروسية وحيث أن الآن آردوغان خائف ونادم وفق مصادر دمشق.
http://www.addiyar.com/article/1083636