لعبة أنقرة في إرسال اللاجئين الى أوروبا
كتب رئيس تحرير صحيفة “أزتاك” الأرمنية في بيروت شاهان كانداهاريان افتتاحية بعنوان “لعبة أنقرة في إرسال اللاجئين الى أوروبا”،وأشار الى أن دخول اللاجئين بشكل غير شرعي من الشرق الأوسط وأفريقيا الى أوروبا قد تحولت الى ظاهرة،خاصة الموجة الجديدة والمفاجئة للسوريين التي باتت سبباً لأزمة أوروبية.
لافتاً الى أن الأضواء تسلط على كابوس اللاجئين والطريق التي يسلكونها والمخاطر التي يواجهونها خلال عبورهم حدود المأساة الإنسانية، ويقول: “صور مروعة، طفل مات على الشاطئ، عائلات تعبر الأسلاك الشائكة، كلها صور تتنافس لتحتل غلاف إحدى المجلات المشهورة في نهاية العام، ولتفوز بجائزة صورة العام…”.
وأكد كانداهاريان أن مدّية اللاجئين تحولت الى أزمة داخلية في أوروبا، حيث تتفاوض الدول على توزيع الحصص في استقبالهم، وحصد الميزانيات من المؤسسات الأوروبية. ويوضح أن تخصيص طرق التهريب للتدفق البشري لها دوافع اقتصادية،ومسببات سياسية.وأفضل مثال على ذلك تجارة التهريب غير الشرعية، والوعود باللجوء بعد عبور تهريب لدى نقاط حدودية معينة.
وهذا يتطلب تعاوناً مع الجهات الحدودية الحكومية، بالإضافة الى المبالغ المتداولة لتكون النتيجة جعل استقبال التدفق البشري شبه رسمي،إلا أن الظواهر الحديثة تبدو سياسية أكثر مما تكون اقتصادية.
ويرى كانداهاريان أن الوضع العسكري الراهن لم يرقى الى ارتفاع موجة اللجوء، وبشكل مفاجئ. وإن ظاهرة التدفق البشري الى أوروبا تجعلنا نفكر بالمسبب ألا وهو اقتصادي المنشأ، لكن فعلياً هو سياسي المنشأ.
ويقول: “السوريون الذين يصلون الى أوروبا لم يتركوها حديثاً،رغم وجود نسبة من هؤلاء أيضاً، همبالأساس الموجودون خارجها، والمتمركزون لاحقاً في تركيا تحديداً. وطريق التهريب إما بحراً أو براً يمر بتركيا”.
ويضيف أن توسع رقعتها تجعلنا نفكر بعنصر الدعم الحكومي لها. فالتحليل البسيط برأيه هو أن أنقرة كانت قد طلبت ميزانيات طائلة من الهيئات الدولية وخاصة من أوروبا، من أجل ملايين السوريين اللاجئين المتواجدين لديها، ولكن أمام عدم الرد، جعلتهم يتجهون من أراضيها باتجاه أوروبا.
ويقول كانداهاريان: “إن اللاجئين-الرهائن هم وسيلة ضغط في العمليات السياسية، فربما هم فعلا وسيلة ضغط ايضاً من قبل الغرب ضد أنقرة للخطوات التي تتخذها”، مضيفاً أن اهتزازات الوضع الأمني في سوريا سيؤول الى المزيد من اللاجئين الذين سيصدمون بحدود أوروبا،فأنقرة انضمت الى الولايات المتحدة وضربت مواقع داعش، وحتى الآن لم تتمكن من الحصول على الموافقة الدولية لخلق منطقة آمنة، فتركيا تلعب لعبة خطرة بإرسال اللاجئين الى أوروبا، إنها تحاول التعتيم على هذه اللعبة، وتحمّل أوروبا الذنوب.
ويختم قائلاً: “إن تصريح أردوغان لم يكن صدفة، حين اتهم أوروبا بتهمة إنشاء مقابر للاجئين في بحر المتوسط”، مؤكداً أنه عند الحديث عن الأزمة الأوروبية التي تلفت أنظار وسائل الاعلام العالمية ينبغي على وسائل الاعلام الإشارة الى لعبة أنقرة الخطيرة
http://www.aztagarabic.com/